فصل: الصفة الثانية عشرة: الضحك

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد **


 الصفة الثانية عشرة‏:‏ ‏"‏الضحك‏"‏

الضحك من صفات الله الثابتة له بالسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة‏)‏‏.‏ وتمام الحديث‏:‏ ‏(‏يقاتل في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد‏)‏‏.‏ متفق عليه ‏[‏رواه البخاري، كتاب الجهاد ‏(‏2826‏)‏، ومسلم، كتاب الجهاد ‏(‏1890‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏

وأجمع السلف على إثبات الضحك لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل‏.‏

وهو ضحك حقيقي يليق بالله تعالى، وفسره أهل التعطيل بالثواب‏.‏

ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة‏.‏

 الصفة الثالثة عشرة‏:‏ ‏"‏الاستواء على العرش‏"‏

استواء الله على العرش من صفاته الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏‏[‏ سورة طه، الآية‏:‏ 5‏.‏‏]‏‏.‏ وذكر استواءه على عرشه في سبعة مواضع من القرآن‏.‏

وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي‏)‏ رواه البخاري ‏[‏سبق تخريجه‏.‏‏]‏‏.‏

وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏‏:‏ ‏(‏إن بعد ما بين سماء إلى سماء إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة إلى أن قال في العرش‏:‏ بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ثم الله تعالى فوق ذلك‏)‏ وأخرجه أيضًا الترمذي، وابن ماجه ‏[‏رواه أبو داود، كتاب السنة ‏(‏4723‏)‏، والترمذي، كتاب تفسير القرآن ‏(‏3320‏)‏ وحسنه، وابن ماجه، المقدمة ‏(‏193‏)‏، وأحمد ‏(‏1/206، 207‏)‏‏.‏‏]‏، وفيه علة أجاب عنها ابن القيم رحمه الله في تهذيب سنن أبي داود ‏(‏ص92 - 93 ج7‏)‏‏.‏

وأجمع السلف على إثبات استواء الله على عرشه فيجب إثباته من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل‏.‏

وهو استواء حقيقي، معناه‏:‏ العلو والاستقرار على وجه يليق بالله تعالى‏.‏

وقد فسره أهل التعطيل بالاستيلاء‏.‏ ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة ونزيد وجهًا رابعًا‏:‏ أنه لا يعرف في اللغة العربية بهذا المعنى‏.‏ ووجهًا خامسًا‏:‏ أنه يلزم عليه لوازم باطلة مثل أن العرش لم يكن ملكًا لله ثم استولى عليه بعد‏.‏

والعرش لغة‏:‏ السرير الخاص بالملك‏.‏

وفي الشرع‏:‏ العرش العظيم الذي استوى عليه الرحمن جل جلاله، وهو أعلى المخلوقات وأكبرها، وصفه الله بأنه عظيم، وبأنه كريم، وبأنه مجيد‏.‏

والكرسي غير العرش؛ لأن العرش هو ما استوى عليه الله تعالى، والكرسي موضع قدميه لقول ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ ‏(‏الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره‏)‏‏.‏ رواه الحاكم في مستدركه‏.‏ وقال‏:‏ صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ‏[‏‏"‏المستدرك‏"‏ للحاكم ‏(‏2/282‏)‏‏.‏‏]‏‏.‏